بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأول مره في حياتي كلها تخنق كلمات قلمي في حنجرته وترتمي تلك الرمال على سطح شواطئه .. تلعثمت تلك الكلمات واختزلت برأس الدماغ الخنفشاري ..لا لشيء وإنما طعنا في حبيبي المحبوب .. كم كنت اركض خلفه متغاشيا لمسات الحقيقة .. كم كنت أريده فقط أن يحدثني وهو عاريا عن ملابس الخديعة والنميمة والشفقة المزدوجة .. كم كنت أتمنى أن أراه عاريا من تلك المنطلقات الخادعة والمتشائمة والكلمات التي تسقط غاشية على قلبي المشحون ...
فقط كلماته من ظلت محفورة بتربة دماغي ..
فقط نظراته من ظلت مسروقة بعجائب زماني...
فقط صرخاته من شاهت بفؤادي وحملته مع أحلامي ...
فقط دموعه التي تذرفها عيون قلبي هي من اصبحت لي الكاوي...
لله وحده أشكو كل مره وكل زمن حالي المتعجرف المتقلب .. ولماذا ... لماذا ... لماذا ...
لقد رآني حبيبي عاريا .. لا ملابس تكسو صراحتي .. كشفت له كل شيء عن نفسي .. اسمي وعمري ومن أين ومنذ متى عدد إخوتي وعدد إخواني .. أبي وأمي .. نفسي ووظيفتي .. حتى عدد قطرات دموعي في اليوم شرحتها له وفصلتها بأدق التفاصيل .. متخذا الصدق والأسلوب الصحيح المفاضل لكي يثق بي وأركن على حبي الدفين ..هذا الحب الذي أضع لأول مره في حياتي نظراتي وشموخي وعزتي فيه ...
لماذا يظل متلبسا بملابس الصيف الثقيلة ... لماذا لا يخبرني عن قصة الحبيب الآخر في حياته ... ام انه يخاف من كوني محورا للحديث الجانبي .. ام يريدني فقط زينة في بيته المزيون .. ام قطعة من الأثاث المزحوم أمام ركن البيت العتيق .. أم يريدني مجرد خاتم في يد حبيبه الأول ....
يا حبيبي .. تعال واضمم يدي الى يديك وضع راسك بين اضلعي واهمس لعيوني لعلها تراك ذلك القمر .. تعال وارتمي بين اخضاني الدافئة الموصولة بقلبي الساخن .. فتبرد عند ملامستك او تزداد حراة ولهبا
هل قلبي خلق للتسلية وللتغني به والضحك عليه .. فأي قلب أفخر به وأي علم ارتكن عليه ...
صداقتي هل تدعوك لتقبلي وإعطائي تلك البوسات المغشوشة أم أنني أريدك فقط دون غيرك من الآلف البشر الذين لا أريدهم في حياتي المتواضعة
أصبحت عاريا في انتظار حبيبي ليلة الدخلة .. وما أبشع المرء عندما يكون عاريا لوحده ينظر بخيلاء لنفسه المركونة خلف الماضي المؤبد وخلف القصص المستطربة من قلمه المكسور...
كلمات أبت إلا أن تنطلق أيضا عارية مع همسات الحب المحبوس وسط أدمغة هواتفي النقالة في جيبي العاري ..
اسمحوا لي بقطفها وإرسالها فقد وحشتني سواليفه ولكن اظنني سأبقى لوحدي هذه المرة معلقا بين جسور الظلام ..
لكم أحبتي .. لكم دون غيركم :
منذ بزوغ ذلك الفجر المنير والحلم الوردي .. استرسلت أمسيات الكادي والجوري علي ذلك اليوم متسائلة عن حبي الصافي المستوحى من عبير الهاجوس المورق .. كم كنت اشتاق لتلك الكلمات من فوهة بركان لسانه .. ما أجمل أن تنام الليلة مع الشخص الذي تحبه .. تضمه إلى جانبك وتأخذ بتقبيل وجنتيه بعيدا عن تساؤلات المجانين من قومك المصابين بعنفوان الشحرورة ... ما أجمل الليلة وبزوغ فجرها ..
وبينما تلتفت أنت فقط الى سحابة السماء المنيرة تلك الخاطرة المريعة تقف أمامك تلك الخارطة الجغرافية بسهولها وتضاريسها المرعبة مكتسية لون الأرض الأصيلة .. وأنت تنظر إلى ذلك الفجر لترى بزوغ الشمس وإرسالها لتك الأشعة المعشوقة ترى ذلك الخسوف في قمر حبيبك والكسوف في شمس محبوبك وقد تراشقت بها تلك الضفة الجارحة ...
أتتني كلمات كثيرة مغردة مغرورة من أشخاص عدة يريدون نيل محبوبتي مني .. فما زادني ذلك الا حبا وصبرا وغيرة ونصرا بإذن الله لأنه من شاء وأراد حبي المجنون المعطر بألوان العبير الصادق العاري ...
ولكن يا ترى هل سأظل هكذا دائما بدون مهر لحبيبتي التي أريدها وأتمسك بها وقد رأتني عاريا وأنا لم أرى من جسدها غير تلك اليد الواحدة لأن الأخرى أيضا قد بخلت بها علي فألبستها تلك القماش المدعوة (قفازة) ...
ترى متي أرى حبي الصافي يصبح عاريا كما أنا أصبحت عاريا في انتظار ليلة الدخلة ...؟؟
فلتصدقيني أقسم لك بكل ما قد جمعني بك من حب وصفاء وعلم ونقاء أن أظل متمسكا بك خالدا لك عاشقا فيك متأملا منك ذلك اليوم الموعود .. فأنتي وليس غيرك من سكن الفؤاد المقسوم .. والذي لم يدخله أحد قبلك ولن يدخله أحد غيرك لأنك لن تخرجي منه بالسهولة ذاتها التي تريدن الابتعاد بها ... فسامحي قلبي واصفحي عن حلمي وتمسكي بدرري وتهاتفي لصوتي ولا تنشغلي بهمي ولا تبتعدي عن مرآتي الناصعة البياض كما هي مرآتك الملونة بحبر قلمي .. تعالي واركضي خلفي فمازلت لي كل الكل وستبقين كذلك الى أن يرث الله الأرض ومن عليها من قلوب الحبائب
متى ... متى ...
الى ذلك الوقت انتظروني بحلة جديدة .....!!
اخوكم المعذب دائما :
كاتم الاحزان